الشيخ جون كيري لا للعلويين في سوريا
د.نسيب حطيط
"العلويون حكموا سوريا لأكثر من 40 عاماً وهم أقلية وتريد تمثيل كافة الشعب السوري" هذا ما قاله وزير الخارجية الأميركي في مؤتمر أصدقاء سوريا في الدوحة متوسطاً وزراء خارجية ممالك وإمارات الخليج الذين تحكم عائلاتهم دول الخليج كافة. وجون كيري من الطائفة الكاثوليكية في أميركا (23%) فيما يمثل البروتستانت حوالي 51% أي أنه من الأقلية وقد ترشح لرئاسة الجمهورية ولم يمنعه أحد والآن هو وزير خارجية مع أنه من الأقلية.
خطاب كيري في الدوحة أسقط كل الشعارات الكاذبة حول الديمقراطية الأميركية (وإن كنا لا نحتاج إلى دليل) بل لبعض الساذجين أو المغفلين أو المتآمرين ويعلن أن حربه في سوريا تنفيذاً لمناشدة الشيخ القرضاوي المذهبية والتي طلبت من أميركا أن تقف وقفة لله " ولم يستطع الشيخ كيري من الإلتحاق بصلاة الجمعة وراء الشيخ القرضاوي بسبب تأخر طائرته فصلى ورائه سياسياً وأعلن أنه ضد الحكم العلوي في سوريا مع أن الحكم في سوريا علماني فقيادة حزب البعث الذي طالبت المعارضة بإلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تنص على الحزب القائد.
لكن ووفقاً لخطاب (الشيخ كيري) فإن المشروع الأميركي يقوم على التالي:
- ديمقراطية المذاهب (حكم المذهب الأكثر عدداً)
- ديمقراطية القومية (حكم القومية الأكثر عدداً)
- ديمقراطية الطوائف (حكم الطائفة الأكثر عدداً)
وبناء عليه لا بد من تعديل الأنظمة الحاكمة في العالم العربي بالتسلسل التالي:
- إقصاء المسيحيين عن الرئاسة في لبنان وإسقاط المناصفة لأنهم أقلية وحكموا لبنان أكثر من 40 عاماً !
- سوريا: حكم المسلمين السنة لأنهم الأكثر عدداً
- العراق: حكم الشيعة لأنهم الأكثر عدداً
- البحرين: حكم الشيعة لأنهم الأكثر عدداً
- السعودية: إسقاط عائلة آلـ سعود والتفتيش عن عائلة أكثر عدداً
- الكويت وقطر والإمارات ودول الخليج: إسقاط العائلات المالكة وتنصيب العائلات الأكثر قوة وعدداً
- الأردن: إعطاء الحكم للفلسطينيين لأنهم الأكثر عدداً سواء الفلسطينيين (المقيمين) أو المجنسين أو حاملي الجنسية الأردنية بالولادة والزواج (55%) من الشعب الأردني وإعلان الوطن البديل.
- ليبيا: إعطاء الحكم للقبيلة الأكثر عدداً أو تقسيم ليبيا وحتى كونفدرالية قبلية للقبائل الكبرى.
الديمقراطية الأميركية لبناء الشرق الأوسط الجديد هي الوسيلة الرديفة لتقسيم المنطقة على أسس مذهبية وقومية وطائفية ولأن الشعار السياسي وتغيير النظام وحقوق الإنسان لا يمكن أن تعطي ثمارها بسرعة، ولأن الإدارة الأميركية في سباق مع الزمن للحفاظ على مصالحها فإختارت الوسيلة الأسرع والأكثر نجاحاً،فإنها ستتجه لتنفيذ المخطط الأميركي المعدل لتعميمم نموذج دولة (الامارات العربية المتحدة ) التي تضم سبعة امارات،فيمكن ان تعلن الامارات اللبنانية المتحدة والامارات العربية المتحدة والمصرية والعراقية ليصبح كل العرب زعماء دول فاقدي القدرة على الحياة دون الرعاية الأميركية، ويتحول زعماء الطوائف الى زعماء عشائر سياسية تشبه (دولة غزة ) بقيادة حماس ودولة فلسطين في الضفة ودولة قطر والبحرين من خلال الفكر التكفيري السلفي الذي يمنع العيش المشترك او الوحدة الوطنية وحرية المعتقد، مما يعطي المبرر العملي للتقسيم هروبا من الذبح والإغتصاب ونبش القبور ، وظاهرة الأسير هي نموذج قيد التصنيع في لبنان لتأمين الحاضنة المذهبية للقاعدة وأخواتها وصولا اللتقسيم المطلوب .
يمكن للخاسرين أن يعلنوا أنفسهم أمراء على زواريبهم أو حاراتهم أو على عائلاتهم الشخصية ويلحقوها بلقب دولة رئيس العائلة وفخامة رئيس البلدية فكل العرب "رؤوس " في مزرعة كبرى اسمها الوطن العربي ،ويمكن أن يصبح الشيخ حسين أوباما أو الشيخ "كيري" أئمة الإسلام الأميركي الجديد للتكفيريين المضللين او المغرر بهم من مشايخ الفتنة .